سجود الكواكب !!!

قال تعالى:
"ألم ترى أن الله يسجد له من فى السموات والأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم ان الله يفعل مايشاء" (18 الحج)
يقول الشيخ الشعراوى - رحمه الله - فى تفسيره المجمل لهذه الايه الكريمة:
كل جنس من الاجناس يخدم ماهو أعلى منه حيث تنتهى هذه الدائرة بأن كل مافى الكون مسخر لخدمة الانسان
فكأن على الانسان أن يفكر فى هذه الميزة التى منحه ربه أياها ويعلم أن كل شئ فى الوجود مهما صغر فله مهمة يؤديها ودور يقوم به
فأولى بك أيها الانسان وأنت سيد هذا الكون أن يكون لك مهمة وأن يكون لك دور فى الحياة
فلست أقل من هذه المخلوقات التى سخرها الله لك والا صرت أقل منها وأدنى

ومن خلال أطلاعى أنا على التفاسير المختلفة للقرآن الكريم فهمت ان سجود الشمس والقمر والنجوم هو ألتزامها بمدارها الذى حدده الله لها قال تعالى:
(كل فى فلك يسبحون)
أى انه لايمكن لاى نجم أو كوكب أن يخرج عن مداره الذى حدده الله له كأن مثلا تشرق الشمس من المغرب بدلا من المشرق أو تدور الكواكب خلاف حركة دورانها حول نفسها الا بأذن من الله

أما سجود الجبال والشجر فأقول وبالله التوفيق - وكما فهمت أيضا من كتب التفاسير - أن سجودهم يتمثل فى خضوعهم التام لارادة الله
فنجد ان ظل الجبال والشجر مرتبط بحركة دوران الارض حول الشمس
فلا يمكن للجبال او الشجر ان تجعل ظلها كما تشاء هى لانها ليست لها مشيئة وانما هى خاضعة لمشيئة الله
أى ان سجود الجبال والشجر بفئ ظلالها عن اليمين وعن الشمائل كما ذكر الله فى كتابه الكريم

أما سجود الدواب فيكون بأدائها المهمة التى من أجلها خلقها الله فليس لها أختيار فى أفعالها وأنما هى مسخرة بالغريزة التى أوجدها الله فيها

نأتى بعد ذلك لسجود الانسان فأقول وبالله التوفيق أن هناك نوعان لسجود الانسان
الاول سجود قصرى يتمثل فى الاعضاء التى خلقها الله فى الانسان وليس للانسان سيطرة عليها
مثل دقات القلب وهضم المعدة للطعام وأمتصاص الامعاء للطعام وضخ الفلب للدم وماشابه ذلك
فهذا سجود قصرى لكل انسان مؤمنا كان أو كافرا
والنوع الثانى من سجود الانسان هو سجود أختيارى كسجودنا فى صلاتنا..وهذا سجود أختيارى خاص بالمؤمنين..قال تعالى:
(أنا هديناه السبيل أما شاكرا وأما كافورا)
أذا فالانسان الكافر يسجد سجودا قهريا ..والانسان المؤمن يسجدا سجودا قهريا وسجودا طوعيا
لذلك عندما تكلم الله عن سجود الناس قال:
(وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب)

الحمد لله على نعمة الاسلام